ثورة رقمية ستغير ملامح استخدامنا للإنترنت

ثورة رقمية ستغير ملامح استخدامنا للإنترنت

عندما نحتاج إلى البحث عن شيء ما على شبكة الإنترنت، عادة ما نذهب إلى Google للبحث، والذي يوفر لنا النتائج على شكل روابط مختلفة إلى مواقع ويب وتظهر نتائج محددة لها.

لكن في الواقع، هذا يستهلك الكثير من الوقت، وفي عالمنا السريع، نحتاج إلى الحلول التي توفر الوقت وتقدم نتائج فعالة.
من هذا المنطلق طورت شركة OpenAI -مقرها سان فرانسيسكو- روبوت الدردشة ChatGPT مدعوماً بالذكاء الاصطناعي ليقوم بالإجابة عن أسئلتك ومساعدتك في العديد من المهام في ثوان معدودة؛ مثل: كتابة رسائل البريد الإلكتروني والمقالات والأكواد البرمجية، كما يساعد في تحديد المشكلة الموجودة في الكود البرمجي الذي كتبته بالفعل، بالإضافة إلى ذلك يطرح أفكاراً إبداعية ويرد بلغات عديدة ومن بينها اللغة العربية.
ويختلف روبوت ChatGPT عن جميع روبوتات الدردشة التفاعلية Chatbots المتاحة بأنه يجرى معك محادثات انسيابية عالية كأنك تتحدث مع شخص آخر، كما يعترف بأخطائه ويصحح افتراضاتك الخاطئة.

التعلم المعزز

وقد طورت شركة OpenAI روبوت الدردشة ChatGPT باستخدام الأنموذج اللغوي الكبير (GPT-3.5) الذي طورته لسنوات للتنبؤ باللغة، والذي يمكنه إنشاء نص لا يمكن تمييزه عن النص البشري في كثير من الحالات، ولضبط إجابات ChatGPT وجعلها تبدو طبيعية كالمحادثات البشرية، استخدم المهندسون إحدى تقنيات التعلم الآلي وهي تقنية التعلم المعزز المعتمد على ردود فعل البشر (Reinforcement Learning from Human Feedback) – المعروفة اختصاراً باسم (RLHF) – وهي تقنية طورتها الشركة سابقاً لتحسين نماذج (التعلم المعزز) RL، فبدلاً من ترك النموذج يستكشف بيئته وإجراءاته بشكل عشوائي، تستخدم تقنية (RLHF) ملاحظات من المشرفين البشريين لتوجيه النموذج في الاتجاه الصحيح. لذلك اشتمل التطوير الأولي على مدربين للذكاء الاصطناعي يزودون ChatGPT بمحادثات لعبوا فيها كلا الدورين، دور المستخدم ودور مساعد الذكاء الاصطناعي.

ردود غير دقيقة

ويمكنك أن تطلب من ChatGPT أن يجيب عن أي سؤال على الرغم من أنك قد لا تحصل في بعض الأحيان على إجابة، بسبب رفضه بعض الطلبات غير الملائمة؛ مثل: كيفية التنمر أو كيفية سرقة منزل، وغيرها، كما يقترح هو نفسه بعض المجالات التي يمكنه التحدث معك حولها، مثل: شرح الفيزياء، أو حل المعادلات الرياضية، أو طلب أفكار جديدة لحفلة عيد ميلاد، أو مساعدتك في كتابة الأكواد البرمجية.
هناك من طلب منه كتابة قصيدة، وكتابة مقالات حول مواضيع مختلفة، كما ظهر له مع التجربة الكثير من الاستخدامات فهناك أحد الأطباء قال إنه استخدمه لإقناع شركة تأمين صحي بدفع تكاليف مريض.
وبسبب إمكانياته في الإجابة عن أي سؤال وصل الأمر ببعض الأشخاص إلى القول إنه سيهز عرش جوجل، حيث سيصبح المنافس الأقوى لمحرك بحث جوجل.
ولكن العديد من العلماء قالوا إن الواقع بعيد كل البعد عن ذلك، حيث يمكن أن تكون ردود ChatGPT في بعض الأحيان غير دقيقة أو غير مناسبة، وعلى الرغم من أنه مصمم لرفض الطلبات غير الملائمة وتحسين أدائه من خلال التعليقات التي يحصل عليها، إلا أن شركة (OpenAI) نفسها تحذر المستخدمين من أن ChatGPT قد يقدم أحياناً إجابات خاطئة أو محتوى متحيزاً.

نسخة مدفوعة

وبالرغم من أن شركة OpenAI قد أطلقت نسخة مدفوعة من روبوت ChatGPT إلا أن الشركة قد أوضحت أن النسخة المجانية من ChatGPT أطلقت كمعاينة بحثية حتى تتمكن من معرفة المزيد عن نقاط القوة والضعف في هذا الروبوت، وجمع الملاحظات من المستخدمين للمساعدة في تحسين إمكانياته، وبناءً عليها أجرت العديد من التحديثات المهمة فيه، وأطلقت النسخة المدفوعة ChatGPT Plus والتي تتميز بإمكانية الوصول إلى الخدمة في أي وقت وتحديداً في أوقات الذروة حيث يتعذّر عادةً استخدام الروبوت، كما تتميز النسخة المدفوعة بزمن استجابة أسرع، وستكون لها أولوية الوصول إلى الميزات والتحسينات الجديدة.

مستقبل ChatGPT

تم إطلاق الخدمة في 30 نوفمبر 2022م؛ وفي غضون أيام قليلة، تجاوزت الأداة مليون مستخدم. في يناير 2023م، أعلنت Microsoft أنها توسع شراكتها مع شركة OpenAI باستثمار يبلغ عدة مليارات من الدولارات. وتخطط Microsoft لاستخدام الأنموذج في منتجاتها الاستهلاكية.
في 1 فبراير 2023م، أعلنت شركة OpenAI عن خطة اشتراكها الجديدة، ChatGPT Plus. يدفع المشتركون 20 دولارًا في الشهر، ويحصلون على وصول عام إلى ChatGPT (حتى خلال أوقات الذروة)، وأوقات استجابة أسرع، وأولوية الوصول إلى الميزات والتحسينات الجديدة. وفي هذا الإصدار، أعلنت شركة OpenAI أيضًا أنه سيتم إطلاق ChatGPT API قريبًا.
واستجابة للنجاح الكبير الذي حققته ChatGPT، أعلنت العديد من الشركات الأخرى عن نماذج مماثلة. على سبيل المثال، في 6 فبراير 2023م، أعلنت Google عن برنامج chatbot يسمى Bard. يستخدم chatbot أنموذج لغة تقنية المحادثة من Google لتطبيقات الحوار التي كانت قيد التطوير على مدار العامين الماضيين. وعلى عكس ChatGPT، يقال إن Bard لديه معرفة بالأحداث الأخيرة.
كما أعلنت شركة بايدو الصينية أيضًا في فبراير 2023م عن إطلاق روبوت الدردشة الخاص بها المسمى «Wenxin Yiyan» باللغة الصينية و «ERNIE Bot» باللغة الإنجليزية. يتيح مشروع ERNIE للمستخدمين كتابة القصائد والأوراق أو استخدام المطالبات النصية لإنشاء الصور تلقائيًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى