الدكتورة غادة عادل قصة شغف وكفاح من أوائل الحاصلين على الدكتوراة في مجالالذكاء الاصطناعي باليمن

الدكتورة غادة عادل قصة شغف وكفاح من أوائل الحاصلين على الدكتوراة في مجالالذكاء الاصطناعي باليمن

لقاء/ سعاد الويسي

تعد دراسة الذكاء الاصطناعي نافذة للحاضر على المستقبل فهذا التخصص في مجال هندسة الحاسوب القائم على تصميم البرامج الذكية وصنع الأجهزة التقنية والروبوتات القادرة على الاستنتاج والتفكير وفهم الكلام واللغة من خلال محاكاة العقل البشري صارت الحاجة له اليوم ملحة وصارت الاستثمارات تتدفق باتجاه تنميته وتطويره.
في السطور التالية نتعرف على هذا المجال أكثر وعلى وضع المرأة المتخصصة فيه من خلال الدكتورة غادة عادل الحاصلة على شهادة الدكتوراة في الذكاء الاصطناعي

دکتورة غادة.. تعملين حالياً أستاذ مساعد ورئيس قسم تقنية المعلومات في الجامعة اللبنانية بعد حصولك على شهادة الدكتوراة في علوم الحاسوب تخصص ذكاء اصطناعي. ما الذي شدك إلى هذا العالم – عالم الحاسوب أولاً؟
. الذي شدني لهذا العالم هو شغفي بالعلم ومعرفة الجديد لتسهيل حياة البشرية. فكانت بدايتي في الأردن للتعرف والدخول إلى عالم الحاسوب والإنترنت.

اخترت مجال – الذكاء الاصطناعي – كتخصص دقيق لنيل شهادة الدكتوراة.. وهو مجال جديد على العالم ككل فكيف كان الاختيار؟

كان اختياري والحمد لله موفقاً والذي ساعد على ذلك أيضاً وجود بيئة بحثية خصبة وفرتها لي الصين ولها جزيل الشكر على ذلك.

هل كان لديك شغف بهذا العالم منذ الصغر وما الذي ساعد أو من الذي ساعد في تنمية هذا الشغف حتى بات طريقاً للحياة؟

كان شغفي بالعلم منذ الصغر ولكن لم يكن لي علم بهذا العالم إلى أن تعرفت عليه عن قرب وكان الفضل في ذلك لله أولا ولدعم والدي وعائلتي لتنمية هذا الشغف.

من كان ملهمك وأنت تخوضين هذه التجربة كدراسة أولاً ثم كتدريس؟

كان ملهمي في هذه التجربة الدراسية أختي هدى. أما ملهمي في تجربة التدريس فالفضل يرجع إلى أساتذتي الماليزيين.

ملف عددنا هذا من مجلتنا – مجتمع التكنولوجيا.. خاص بالذكاء الاصطناعي وتساءلنا في بداية العدد – هل يمكن أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على صانعه؟ ماذا ترين دكتورة غادة؟

مازال إلى حد الآن تدخل الإنسان ضرورياً في عملية الذكاء الاصطناعي ولكنه بدأ بالتضاؤل في الآونة الأخيرة. ويبقى دور الآلة هو دعم قراراتنا وليس تهميش رأي الإنسان في أي شيء.

ما تعليقك على موضوع الساعة في عالم التكنولوجيا Chat GPT ؟

. أعتقد أن هذا الموضوع كان متوقعاً بسبب تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بما في ذلك الـ deep learning (التعلم العميق) وقدرتها على استنباط المعاني من الجمل بشكل أفضل وأيضاً بسبب التضخم الرهيب في كمية النصوص المتوفرة في الويب والتي تعتبر datasets (مجموعة البيانات) ضخمة لتدريب الآلة وتحسين أدائها. وآمل من الناس استخدام هذه التقنية في تسهيل حياتهم وليس لإلغاء دورهم وفكرهم.

احتفى العالم هذا العام بيوم المرأة العالمي ٨ مارس وقد وضعت الأمم المتحدة موضوع الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الرجل والمرأة بهدف التعرف على مساهمة النساء في التكنولوجيا، التعليم عبر الإنترنت.. كيف ترين دكتورة غادة مساهمة المرأة في هذا العالم.. عالم التكنولوجيا؟

ما زالت مساهمة المرأة في هذا العالم محدودة وخاصة في بلادنا حيث لا يوجد الكثير من الحاصلات على الدكتوراة في مجال التكنولوجيا. وعليه فإن القدوة والصورة التي يتم عكسها للمجتمع في هذا المجال بالنسبة للمرأة هو عدم التواجد أو عدم القدرة على خوض التحديات في هذا المجال مما عكس صورة بأنه مجال محصور على الرجال لقدرتهم على التعامل معه.

ما تعليقك على موضوع الفجوة الرقمية بين الرجل والمرأة في عالم التكنولوجيا؟ فحسب بيانات الاتحاد الدولي للاتصالات فإن 30 % فقط من المتخصصين في مجال التكنولوجيا والعلوم التقنية نساء. وما هي أفضل الطرق لسد الفجوة بين الجنسين في هذا القطاع المهم وتشجيع النساء على الانضمام لقطاع التكنولوجيا؟

من أفضل الطرق لسد الفجوة تعزيز المساواة بين الجنسين في المجالات ذات الصلة بالتكنولوجيا وتشجيع الفتيات على الالتحاق بالمجال التكنولوجي ودعمهن في مسيرتهن العلمية.

يقال بإن النساء هن المبتكرات الأوائل لهذا المجال حتى أن أول حاسوب اعتمد على عمل الباحثة الإنجليزية (أدا لوفليس) ومع ذلك لا تنجذب النساء اليوم لصناعة التكنولوجيا ويتركن ذلك للرجال.. فماهي الأسباب برأيك؟

ما زال يغرس في المجتمع مفهوم أن الحاسوب والتعامل معه هو دائماً شيء حسي فيجب التعامل معه بقوة وخشونة وهي صفات يتمتع بها الرجال بينما في الواقع ليس كل شي مرتبط بالحاسوب هو حسي بل هناك جانب برمجي يميل إلى المنطق واستخدام العقل وهذا ما يبرع فيه الجنسان. وعليه فيجب تغيير نظرة المجتمع إلى طبيعة العلاقة بين المرأة والمجال التكنولوجي.

لوعدنا للحديث عن تجربتك الشخصية.. حصلت على شهادة الماجستير من ماليزيا.. وشهادة الدكتوراة من الصين. ما الذي أضافته هاتان الدولتان بثقافتهما المختلفة إلى شخصيتك؟

لكل دولة ثقافة وأسلوب حياة مختلف وكلاً منهما أضاف إلى شخصيتي شيئاً مميزاً. فماليزيا جعلتني أنظر إلى نعمة كوني عربية ومسلمة وكيف سهل هذا في فهمي للقرآن الكريم وتعاليم الإسلام. أما الصين فجعلتني أتمعن أكثر في مفهوم أن لجسدك وروحك عليك حق ومحاولة تطبيق ذلك أكثر في حياتي.

كيف كنت توفقين ببن مسؤولياتك – أولاً كباحثة.. وثانياً کأستاذة جامعية.. بين حياتك المهنية وحياتك الخاصة؟

أعترف بأن ذلك كان صعباً وما يزال؛ ولكن بفضل دعم الله والوالدين والعائلة يتم توزيع المهام والمسئوليات والتنسيق بينها بما يتوافق مع أهميتها وأولوياتها.

هل تلجأين للتكنولوجيا لتسهيل حياتك.. هل هناك تطبيقات أو تقنيات تكنولوجية تعتمدين عليها لإتمام مهامك اليومية المختلفة؟

ألجأ إلى التقنيات التي يوفرها جهاز الآيفون في تسهيل مهامي اليومية وأهمها المنبه لتقسيم أوقاتي.

ما هي الصعوبات التي واجهتك في رحلتك الشخصية كرائدة في هذا المجال؟ أولاً كامرأة وثانياً كتخصص جديد، وكيف تغلبت عليها؟

كامرأة وصغيرة في السن في هذا المجال واجهت صعوبة في تقبل الآخرين لآرائي وخاصة من المخضرمين فيه.
أما كتخصص فكانت الصعوبة تكمن في قلة المعلومات والمراجع فيه ولكن بيئة الصين ساعدت في فهمي للمجال لما فيها من جانب تطبيقي أكثر.
تغلبت عليها بالمثابرة والتصميم على الرجوع بثمار التعب وبفضل دعاء الوالدين تغلبت على المصاعب التي واجهتني.

أين تجدين نفسك أكثر؟

أجد نفسي أكثر في المجال البحثي لما له من آفاق جديدة توسع المدارك.

لو نختتم بنصائح تقدمها الدكتورة غادة عادل للفتيات الراغبات في دخول هذا العالم؟ من أين يبدأن؟ وكيف يكملن المسير؟

أنصح جميع الفتيات الراغبات في الخوض في مجال التكنولوجيا أن يتبعن شغفهن فالعالم التكنولوجي مليء بالاختيارات وهو المستقبل الجديد، وعليهن متابعة كل ما هو جديد في هذا العالم ومواكبة العصر وعدم الاعتماد الكلي على الجانب الأكاديمي فهو فقط بمثابة نافذة صغيرة إلى العالم الكبير.

شكراً جزيلاً لك – دکتورة غادة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى