التحول الرقمي من وجهة نظر بسيطة

التحول الرقمي

لا شك أن موضوع التحول الرقمي قد أصبح مملاً نوعاً ما والحديث عنه ليس بالأمر الجديد؛ فإن موضوع التحول الرقمي بحاجة إلى تبسيط وإزالة للغموض الذي يزيد الأمر صعوبة وتعقيداً أكثر مما هو عليه. وبلغة سهلة وواضحة بعيداً عن المصطلحات المعقدة واللغة الفخمة، نتناول موضوع التحول الرقمي بشكل يناسب أي شخص عادي.

في البداية؛ لماذا التحول الرقمي مهم للشركات والأعمال التجارية؟

باختصار، لأن التحول الرقمي يا سادة يا كرام يسهل ويعزز ويرفع من القدرة على التعامل مع المعلومات والاستفادة منها وهذا بدوره يجب أن يؤدي إلى جملة من الفوائد مثل زيادة الكفاءة وخفض التكاليف وتقليل الفقد وتحسين الجودة ورفع سرعة الاستجابة في تمييز الفرص واقتناصها وذلك فقط إذا تم استخدام المعلومات كما ينبغي، بل ويمكن أن يؤدي إلى ابتكار نماذج عمل جديدة كلياً لم يكن من الممكن تصورها مسبقاً.
و في المحصلة يضمن التحول الرقمي قوة دفع إضافية في السباق نحو الصدارة بالنسبة للشركات المتنافسة، ولذا كان التحول مهماً ومهماً جداً في قطاع الأعمال.
العم أبو سعيد شخص متوسط الثقافة لكن يحب يتابع الأخبار، معه وكالة تجارية بالجملة والحال ماشي، المهم سمع الكلام المذكور أعلاه بطريقته الخاصة وقفز على طول اشترى كمبيوترات وطابعات ونظام نقطة بيع ونظام إدارة مخزون ونظام محاسبي ونام وهو يحلم كيف من بكره الصبح سيتوقف الزبائن طوابير قدام الوكالة حقه.
المشكلة أنه ما يعرف يستخدم الكمبيوتر، والعمال اللي عنده متعودين على العمل بشكل تقليدي وشركاه في التجارة مرتاحين لسير العمل ومش معارضين ولا حتى متحمسين لفكرة أبو سعيد.
والنتيجة بعد كم يوم وجد أبو سعيد أن الفكرة بالفعل وقفت الناس طوابير أمام الوكالة لكن مش بالشكل اللي يريده، حيث أعاقت الفكرة سير العمل بدل ما تحسن منه والزبائن صارت تشتكي من تأخر الطلبات وسيارات النقل تكدست أمام الوكالة وحجم المبيعات اليومي أنخفض، باختصار كانت الفكرة بالنسبة له سيئة ومكلفة وتحتاج مصاريف وموظفين جدد ولعن اليوم اللي سمع فيه عن التحول الرقمي.

وحتى لا تقع في نفس ما وقع فيه أبو سعيد ضروري تأخذ في اعتبارك النقاط التالية قبل التفكير في التحول رقمياً:

  1. أعرف بالضبط كيف ستستفيد من التحول الرقمي قبل أن تبدأ، فالتحول الرقمي شيء وكيفية الاستفادة منه شيء آخر تماماً، وبالتالي، حدد ماهي المشكلة المطلوب حلها أو الهدف المطلوب تحقيقه مقدماً وليكن الهدف واضحاً ومحدداً يمكن تقييمه وإنجازه خلال فترة زمنية محددة.
    2.التحول الرقمي يحتاج تدريب وتأهيل ونفقات، فتأكد أنك مستعد لهذه النفقات ولن تواجه مشكلة بسببها خلال عملية التحول.
  2. التحول هو في الأصل تغيير والتغيير لا يُقابل بالترحيب دائماً، لذا مقاومة التغيير يجب معالجتها بحكمة وصبر وأساليب إبداعية.
  3. مربط الفرس في عملية التحول الرقمي أن تركز بقوة على موضوع كيف سيستفيد عملاؤك من العملية؟ وكيف ستسهل حياتهم وتلاقي استحسانهم؟ وليس كيف ستستفيد أنت فقط؟!.
  4. اعرف أن التحول الرقمي رحلة مستمرة من التحسين والتطوير وليس محطة تصلها وتنتهي عندها، وبالتالي لابد لها من تبَنّي ورعاية ودعم مستمر.

خلاصة القول

يُعد الموظفون من أهم عوامل دعم أي عملية تحول وتطور داخل الشركات. وحتى يكون التحول الرقمي ناجحاً في أي مؤسسة، يجب أن يكون رفع أداء الموظفين وتدريبهم على رأس الأولويات في هذا التحول، فكما يتم إعداد الخطط المتعلقة بتغيير البنية التحتية والأجهزة والمعدات وتوفير التقنيات الحديثة لإتمام التحول الرقمي بنجاح، يجب أيضاً وضع الخطط التدريبية المناسبة لجميع الموظفين في المؤسسة، بما يشمل المديرين وجميع الموظفين على اختلاف درجاتهم الوظيفية وأيضاً المتدربين والمنضمين حديثاً للشركة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الأبحاث كشفت أن ما يقرب من %56 من الشركات قد شهدت إعادة تصميم برامج الموارد البشرية للاستفادة من الأدوات الرقمية المحمولة، وأعادت %51 من الشركات تصميم هيكلها الداخلي لتلائم نماذج الأعمال الرقمية، بينما يستخدم %33من فرق الموارد البشرية بعض أشكال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتقديم حلول لمشكلات الموارد البشرية، وتعمل %41 من الشركات على تصميم تطبيقات للأجهزة المحمولة لتقديم خدمات الموارد البشرية.

هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر الكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى