تطبيقات ذكية جعلت المكفوفين يعيشون حياتهم بشكلٍ طبيعي
واحد من بين مئات المبدعين في اليمن صاحب ابتسامة لافتة، فمنذ الوهلة الأولى لمقابلتي له ألهمني الكثير من الطاقة والتفاؤل، وبمجرد محاورته تأكدت بأني أمام عقل راجح وشخصية لا تتكرر، إبداعه يكمن في إرادة صلبة لا تهزم وموهبة نادرة الوجود، صدع صوته في برامج إذاعية مختلفة، تحدى الصعاب ونال ما أرد، إنه المذيع يوسف الأغبري، التقته مجلة مجتمع التكنولوجيا وأجرت معه الحوار التالي:
يوسف أمين الأغبري من مواليد مدينة تعز الجليلة، مذيع وشغوف جداً بالعمل الإعلامي، لديه العديد من البرامج التي قدمها منها «أجواء على الهواء»، «موجات رمضانية»، وحالياً «ليالي الأولى» على أثير إذاعة الأولى.
فقد بصره وهو في عمر السنة والنصف، نتيجة لتعرضه لحادثة غرق وأجريت له عملية في الخارج ولكنها بائت بالفشل.
الموهبة
وذلك لم يمنعه من إكمال تعليمه، يقول الأغبري: “كانت البداية صعبة جداً، وخاصة أني لا أستطيع القيام بأي شيء دون مساعدة، كانت يد أمي ترافق خطواتي دائماً، وبواسطة إصراري وتحدي ذاتي استطعت الوصول، وأيضاً العون يكمن في مدرسة النور المتميزة بالقالب الخاص بالمكفوفين”.
بعد أن أكمل تعليمه سعى الأغبري لتحقيق حلمه والعمل كمذيع، فكما يقول يوسف: “كان عندي شغف وحب مُنذ الصغر لهذا المجال، رنين الصدى في كل مكان في بيتي كان يستهويني للتحدث والإلقاء، وجدت الموهبة في داخلي تكبر يوماً بعد يوم فآمنت بنفسي وقررت العمل في الإذاعة والتعليق الصوتي”.
الصعوبات
مر يوسف الأغبري بمعوقات ومطبات عديدة ومنها نظرة الشفقة والاستعطاف من المجتمع، وصعوبة الترحال والتنقل من مكان إلى آخر، فهو مثل أي إنسان يتأثر بالكلمات سواءً كانت إيجابية أم سلبية، ورغم ذلك استطاع مواجهتها من خلال فهم مجريات الحياة وتخطي العوائق بإيمان وثقة كما أن البيئة التي تربى فيها كانت الأساس في رفع معنوياته وتحفيزه.
دور التكنولوجيا
لعبت التكنولوجيا دوراً كبير في حياة يوسف الأغبري، حيث يقول: “لا أبالغ إن قلت إن التكنولوجيا هي العالم والعلم والتعليم، بعد توفيق الله كان للتكنولوجيا دور كبير في مساعدتي لتخطي أغلب الصعاب فهي من أساسيات يومي وأنا طموح جداً في البحث والتطلع لكل ما هو جديد وحصري فيها”.
“يمكن للمكفوفين رؤية العالم والتفاعل معه من خلال التطبيقات Aipoly، Voiceover ، omsoing”
أوجدت التكنولوجيا العديد من الأجهزة والبرامج التي تساعد المكفوفين في استخدام الهاتف الذي لا يفارق الأغبري أبداً، البعض كما يقول يوسف يستغرب كيف للمكفوفين مواكبة العصر؟ للتكنولوجيا الفضل في ذلك، فهناك عدة برامج خاصة بالمكفوفين تمكنهم من الدخول إلى هذا العالم مثل برنامج Aipoly وهو برنامج يساعد على التعرف على الأشياء من حولك بمجرد تمرير كاميرا الهاتف على أي شيء تريد معرفته، وأيضاً البرنامج الناطق VoiceOver برنامج ينطق جميع ما هو موجود على الهاتف مثل التطبيقات ويحول الرسائل المكتوبة إلى صوت، وكذلك Linkin,Talk back,Talk over,I dont to feet وهي برامج تتميز بمساعدة المكفوفين على استخدام الهاتف النقال، وبرامج أيضاً تصل بين المكفوفين والصم والبكم من خلال قيام المكفوف بإرسال رسالة صوتية وتترجم إلى الصم والبكم تلقائياً إلى إشارة وعدة إشارات مثل برنامج omsoing.
مواقع التواصل
يضيف الأغبري: أقضى وقتي على مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت هي الطريق الأسهل لأي مجهول تريد معرفته، فبضغطة زر تجد العالم كله في متناول يديك، ولهذا علاقتي بها وطيدة و نشيط جداً على هذه المواقع مثل Facebook الذي يعتبر هو الأقرب لي من حيث مقدرته على الانتشار والتوسع والبروز،
وأيضاً Linkedin فهو موقع ثري بالأشخاص المهمين ورجال الأعمال ويسهل عليك الحصول على الوظائف من خلال كتابة كل ما تقوم به من مهام، وأيضاً باقي المواقع Whats App وInstagram و Telegram، التطور التكنولوجي بكل صداه الواسع سهل عليّ أعمال الإعداد والتقديم والتعليق الصوتي، ودائماً ما أتطلع إلى كل ما هو جديد في هذه المواقع، فلها دور فعال في تطويرنا جميعاً من كل الطبقات والأجناس والأعراق.
مواكبة العصر
يوجه الأغبري رسالة للمكفوفين وأسرهم قائلاً: نصيحة للشباب أن نلتزم بالقرار الصحيح في الوقت الصحيح، ألا نيأس من الكلمات السلبية، وألا نحزن أن نواجه، فالله سبحانه وتعالى خلقنا مثل أي أنسان ولربما أنعم علينا بمميزات فالاستمرارية والخوض في كل مناحي الحياة، فنحنُ الآن في زمن أصبح منشأ الصنع والتطور والابتكار وأصبحت التكنولوجيا متاحة للجميع باختلاف أشكالهم وألونهم فعاصروا كل ما هو جديد؛ ابحث طور ذاتك واكب العصر فكل شيء أصبح في متناولك بواسطة التطور التكنولوجي.
وفي الأخير أرجو من الآباء أن يكونوا مصدر التحفيز والتشجيع والقوة لأبنائهم، أن يدمجوهم في كل شيء ولا يشككوا في قدرة أبنائهم فهم قادرون على الابداع، والآن مع تطور التكنولوجيا وتعدد الوسائل أصبح بمقدورنا تحميل العديد من البرامج المساعدة التي سهلتها التكنولوجيا، فلم نعد بحاجة للمساعدة كالسابق، فالكفيف أصبحت لديه العديد من الوسائل للتعلم وتطوير مهاراته.