الزراعة الذكية لتحقيق الأمن الغذائي
تُعد الزراعة أهم قطاع في العالم؛ حيث توفر الغذاء. وتُعد ثاني أكبر مصدر للتوظيف بعد قطاع الخدمات؛ حيث يعمل حوالي 1.3 مليار شخص في قطاع الزراعة، وتلعب تكنولوجيا الزراعة الحديثة في الوقت الحاضر دوراً كبيراً فيه.
واليوم ازدادت الحاجة لتعليم المزارع كيفية استخدام تكنولوجيا الزراعة الحديثة التي يمكن أن تجعل الزراعة أسهل وبأسعار معقولة أيضاً. ويمكن أن تساعدنا طريقة التحذير قبل اندلاع الأزمة فعلياً في تقليل فرص الخسائر وتمكين قطاع الزراعة في جميع أنحاء العالم. فيما يلي بعض تقنيات الزراعة الحديثة التي تجعل الزراعة أكثر سهولة وذكاء:
1) مجسات التربة والمحاصيل:
اليوم، يتوفر المزيد من معدات المزارع بأجهزة استشعار ذكية يمكنها قراءة كل شيء؛ من صحة المحاصيل إلى مستويات النيتروجين الأساسية في الماء. ثم تقوم المستشعرات بتمكين تطبيقات الإدخال أثناء التنقل بناءً على الظروف الميدانية في الوقت الفعلي.
وتتوفر أيضاً تقنية الاستشعار لقياس الموصلية الكهربائية للتربة والأرضيات ومحتوى المواد العضوية وحتى خصائص التربة، مثل الأس الهيدروجيني. على سبيل المثال، تنتج العديد من الشركات مثل: Varis Technologies وBionics و Dulem أنواعاً مختلفة من أجهزة استشعار التربة.
2) المحاصيل متصلة بشبكة Wi-Fi:
عادة ما تحتوي المزارع الحديثة على أجهزة استشعار إلكترونية موزعة في الحقل يمكنها مراقبة الظروف المختلفة. وفي بعض الحالات، ترسل الأدوات البيانات إلى خادم سحابي في المزرعة (تُستخدم خوادم الشبكة على نطاق واسع للحوسبة ومعالجة البيانات).
يتم تحليل هذه الأرقام تلقائياً وإرسال التعليمات إلى نظام الري الأوتوماتيكي للمزرعة، والذي قد يضيف في بعض الحالات الجرعة الصحيحة من الأسمدة حسب الحاجة قبل تفريق الكمية المناسبة من الماء؛ من خلال شريط التنقيط، مع وجود صفوف مجوفة من الثقوب.
هذه التقنية تزيد من الكفاءة، وتوزع بشكل دوري الكمية المناسبة من الماء، ويمكن أن تمنع الهدر وتقلل من حجم مياه الأسمدة. ويمكن للمزارعين الوصول إلى هذه البيانات عبر الجهاز اللوحي أو الهاتف الذكي؛ ما يمنحهم معلومات في الوقت الفعلي ستتطلب عملية اختبار التربة البطيئة والمكثفة يدوياً في الماضي.
3) الميكنة الزراعية:
الميكنة الزراعية هي الآلات التي استحدثها الإنسان لتطوير النشاط الزراعي، وظهرت بظهور المحرك البخاري في ظل الثورة الصناعية وتطورت بعد ذلك الأجيال التالية لتُدار بمحرك الديزل والجازولين. وتشمل آلات الميكنة الزراعية: المحاريث ومضخات المياه وآلات الحصاد وحلج القطن ومكافحة الآفات.
4) الجرارات والروبوتات ذاتية القيادة:
أصبحت الجرارات والروبوتات ذاتية القيادة أكثر شيوعاً كطريقة للتحكم التلقائي في بعض المهام. فهناك روبوتات لاختيار الخس والفراولة والعشب والبرتقال وقطع العنب.وبعضها متصل بجرار يعمل بالطاقة البشرية، بينما البعض الآخر قابل للتخصيص بدرجة كبيرة باستخدام أجهزة استشعار وملحقات تؤدي مهاماً محددة للغاية، مثل اكتشاف مكان تلقيح الأبقار ومعالجتها لتحفيز العشب المصاب على النمو مرة أخرى. وغالباً ما يتم توجيه هذه الروبوتات من خلال التتبع الدقيق لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)؛ حتى تتمكن من التنقل بسهولة في المساحة الضيقة بين صفوف المحاصيل.
5) إدارة الطول الموجي:
أصبحت الزراعة المنزلية في المناطق الحضرية والعمودية أكثر شيوعاً؛ ما يمنح مزارعي محاصيل معينة طريقة على مدار العام للنمو، بغض النظر عن الطقس في الخارج. لكن أحد التحديات هو كيفية إنشاء الطول الموجي المثالي لأشعة الشمس التي تتكيف مع نمو المساحات الداخلية المضغوطة. وفي حين أن الإضاءة الداخلية تُستخدم تقليدياً في الإضاءة الفلورية ذات الطيف الكامل والمستهلك للطاقة والمكلفة لتعزيز نمو النبات، فإن التقدم في الثنائيات الباعثة للضوء (LED) في السنوات الأخيرة وفر بديلًا أرخص وأفضل.
وهنا في اليمن تتوفر بعض من هذه التقنيات في المحلات التجارية التي تقدم خدمات الزراعة الذكية، كجهاز استشعار التربة كما توفرها الجمعيات التعاونية الزراعية محلية الصنع.